RT News

Saturday, August 13, 2011

حكايات من الماضي الجميل.. البغداديون واعلان الدستور العثماني



2011-06-15 09:42:00




محمد الدليمي
في يوم 23 تموز من عام 1908 اعلن الدستور العثماني الذي رفع شعار الحرية وخرج الناس في بغداد من دورهم قاصدين سراي الحكومة وهم رافعون اعلام الفرح والسرور ووجهوهم ضاحكة مستبشرة، وقد كتب على الاعلام بالخط العريض هذه العبارة (حريت عدالت مساوات اخوت) وعقدت التجمعات الجماهيرية والاجتماعات وتليت فيها الخطب الرنانة والقصائد الحماسية التي هتفت للحرية.

واحس الناس في بغداد ومدن العراق الاخرى ان قيود الذل والعبودية التي عانوا منها منذ 33 سنة وقد تحطمت وولت ايامها بعد ان اعلن الدستور العثماني الذين اصبحوا بموجبه احرارا في تصرفاتهم ومقدراتهم.

وعلى اثر اعلان الدستور فقد اعلنت اجراء الانتخابات النيابية التي جرت تنفيذا لاحكام الدستور وحاز باكثرية الاصوات الذوات الاتية اسماءهم فاصبحوا نوابا والبغداديون وكان يسمى مجلس المبعوثان:

1 - اسماعيل حقي بابان والحاج علي الالوسي وساسون حسقيل عن ولاية بغداد.

2 - السيد مصطفى نور الدين الواعظ وشوكت باشا بن رفعت بك عن ولاية الديوانية.

3 - الحاج عبد المهدي الحافظ عن ولاية كربلاء.

4 - السيد طالب النقيب واحمد باشا الزهير عن ولاية البصرة.

5 - رأفت السنوي وخضر لطفي عن المنتفك (الناصرية).

6 - محمد علي حافظ وداود البوسيفاني عن ولاية الموصل.

7 - الحاج ملا سعيد كركوكلي زاده عن مدينة السليمانية.

8 - عبد المحسن بك السعدون وعبد المجيد الشاوي عن مدينة العمارة.

ويذكر الاديب الاستاذ عبد الكريم العلاف في كتابه الموسوم (بغداد القديمة) بان (المبعوثان) اي النواب بعد ان استعدوا للسفر الى استنبول ليمثلوا امة العراق في مجلس النيابي العثماني غادروا بغداد يوم الجمعة 19 ذي الحجة (عيد الاضحى) سنة 1326 هـ ووصلوا استنانبول في يوم 9 محرم من عام 1327.

وقد نظم الشاعر الكبير معروف الرصافي في هؤلاء النواب ابيات شعرية مطلعها:

يا اهل بغداد متى ينجلي هذا العمى عنكم وهذا الفتور
قد اعلن الدستور لكنكم لم تظفروا منه ولا بالقشور
يقول من شاهد مبعوثكم سبحان من يبعث من في القبور
هكذا عبر شاعرنا الرصافي في هذه الابيات الشعرية عن
نبض الشارع العراقي آنذاك ورأيهم بنوابهم المنتخبين الذين
لم يقدموا شيئاً يذكر لشعبهم ووصفهم بالذين يرقدون في القبور.

No comments: